)))) حمام الحرم المكي فى الكتاب المقدس (((((
طارق عبده اسماعيل
باحث بمقارنة الاديان والطب النبوى
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ){97}آل عمران
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ } صُدِّرت هذه الآية بكلمة { إِنَّ } وهي تفيد التوكيد فأكد سبحانه وتعالى أن أول البيوت التي جعلها الله سبحانه مُتعبَدا للخلق هو البيت الحرام ، لا كما زعمته اليهود من أن المسجد الأقصى هو أول بيت جعله الله متعبدا للناس ، والبيت الحرام بين بنائه وبين بناء المسجد الأقصى كما جاء بذلك في الصحيحين( بينهما أربعون سنة) وهو أبعد المساجد عن المسجد الحرام ، ولذا سمَّاه الله عز وجل بالأقصى ، لأنه بعيد عن المسجد الحرام .
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ } أي مُتعبدا ومزارا هو { لَلَّذِي بِبَكَّةَ }
{ ِبَكَّةَ } قيل هي اسم من أسماء مكة ، سميت { بِبَكَّةَ } لأن الناس يتباكَّون عندها من خشية الله سبحانه .
وقد إستجاب الله سبحانه لدعاء إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً }البقرة126 ، ولذا قال هنا (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) فكان محرم فيها كل أذى وتنفير للإنسان والحيوان وحتى النبات تم تحريم قطعه بمطلق هذا الأمان .
والكلام عن بكه والحج موجودة بالكتاب المقدس الحالى رغم تحريفه بعدة ترجمات ملخصها فى المزمر رقم 84/6:2 من عدة نسخ وترجمات للكتاب المقدس نجدها جمل مشابهه لما قصت الأيات القرأنية السابقة
2/84 أَحبَّ مساكِنَكَ يا رَبَّ القوات
3-84 تَشْتاقُ وتَذوبُ نَفْسي إِلى دِيارِ الرَّبّ ويُهَلِّلُ قَلْبي وجِسْمي لِلإِلهِ الحَيّ .
4-84 العُصْفورُ وَجَدَله مَأوى واليَمامَةُ عُشًّا تَضَعُ فيه أَفْراخَها عِندَ مَذابِحِكَ يا رَبَّ القُوَّات، مَلِكي وإِلهي .
5-84 طوبى لِسُكَّانِ بَيتكَ فإِنَّهم لا يَكُفُّونَ عن تَسْبيحِكَ. سِلاه
6-84 عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ(بالإنجليزية بكه(Bacaوالعبرية تنطق كذلك بكهבכא ” עברי בעמק הבכא……”وتنطق هكذا “عبري بعميق هـ بكا” أى “عابرين ببطن بكة ” أو “عابرين بوادي بكة ” يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
ترجمة فانديك - ترجمة كتاب الحياة - الترجمة المشتركة – الترجمة الإنجليزية – الترجمة العبرية
ولقد كتب الكثير فى مامضي عن قصة بكه بالكتاب المقدس وأبدعوا في ذلك ولكن لم يبين أحد مدلول موضع (اليمام والحمام )الموجود بالجمل السابقة من المزامير وماهو تطابقه فى واقع حرم بكه وشرع الإسلام .
4-84 العُصْفورُ وَجَدَله مَأوى واليَمامَةُ عشًّا تَضَعُ فيه أَفْراخَها عِندَ مَذابِحِكَ يا رَبَّ القُوَّات، مَلِكي وإِلهي .
ففى لسان العرب لإبن منظور الجزء 12 صفحة158 قال الأصمعي: اليمام ضرب من الحمام برى....وبالفعل حمام الحرم برى غير مستأنس بالبيوت وبالتالى ممكن تسميته(يمام)كما بالمزامير .
4-84 العُصْفورُ وَجَدَله مَأوى واليَمامَةُ عُشًّا تَضَعُ فيه أَفْراخَها عِندَ مَذابِحِكَ يا رَبَّ القُوَّات، مَلِكي وإِلهي .
إن النص السابق يبين أن هناك أمان وسلام أصبح لليمام(الحمام) عند ديار الرب ببكه لأنه أصبح مأوى وبيت ومكان أمن لبناء عش لفراخها وبالطبع هذا لايكون إلا إذا كان هناك إلتزام وتشريع يحرم الصيد والتنفير لهذا الحمام فى ذاك المكان .
وهذا هو المشرع بالفعل فلا يجوز ذبح الصيد من الحمام أو العصافير أو أى طير صيد برى داخل الحرم المكي لما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوم فتح مكة:
"إن هذا البلد حرمه الله، يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار؛ فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته؛ إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه"
فهذا الحديث يدل بطريق فحوى الخطاب على أن قتل الصيد في الحرم المكي محرم؛ لأنه إذا حرم تنفيره بأن يزعج عن مكانه فقتله أولى. قال مالك في (الموطأ): سمعت أنه يحكم على من قتل الصيد في الحرم وهو حلال بمثل ما يحكم به على المحرم الذي يقتل في الحرم وهو محرم، ومما استَدل به لهذا قوله تعالى:
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} الآية
ووجه الدليل من الآية أن: {حُرُم} جمع حرام؛ وهو يقع على من دخل الحرم، وعلى من أحرم بنسك، فوجب أن يحمل عليهما معا، فيترتب عليه الجزاء المذكور في قوله تعالى:
{مَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}
وجزاء الحمامة شاة؛ لما روى الشافعي في (الأم) عن عمر وعثمان وابن عباس وابن عمر وعاصم بن عمر وعطاء وابن المسيب، من الآثار المصرحة بأن من أصاب من حمام بمكة فعليه شاة. وذكر الشافعي أنه يرى هذا اتباعا لتلك الآثار .
4-84 العُصْفورُ وَجَدَله مَأوى واليَمامَةُ عُشًّا تَضَعُ فيه أَفْراخَها عِندَ مَذابِحِكَ يا رَبَّ القُوَّات، مَلِكي وإِلهي .... المزامير
وجملة (عند مذابحك) تعنى بكه المكرمه كذلك لقول الله تعالى :{ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ } سورة المائدة الآية 95. وقد اتفق أهل العلم على أن محل ذبح الهدي هو الحرم ويشمل ذلك منى ومكة المكرمة ، قال القرطبي: [ أما الهدي فلا خلاف أنه لا بد له من مكة لقوله تعالى :{ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ } ] تفسير القرطبي 6/316 ويجوز الذبح في أي موضع شاء من الحرم وخلاصة الأمر أن الواجب على الحاج الذي يلزمه الهدي أن يذبحه في الحرم ومنى من الحرم ومن ذبح هديه خارج الحرم كأن يذبحه في بلده فلا يصح ذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]