تعلم واقرأ وارتقِ
[img]أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Uoou910[/img]
تعلم واقرأ وارتقِ
[img]أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Uoou910[/img]
تعلم واقرأ وارتقِ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تعلم واقرأ وارتقِ


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
غفرانك ربنا واليك المصير
رب زدني علما
سجل بالمنتدى ليظهر لك باقى المواضيع المهمه
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم
علم اولادك برياض الأطفال والصفوف الأولى من التعليم الابتدائى
مجدى يونس ببورسعيد
أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل JosephStids فمرحبا به

عزيزى زائر المنتدى مرحبا بك نرجو التسجيل حتى تشاهد باقى الصفحات المختفية بها المواضيع المهمة

 

 أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجدى يونس
Admin
مجدى يونس


عدد المساهمات : 1595
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
الموقع : محافظة بورسعيد

أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Empty
مُساهمةموضوع: أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )   أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 9:46 am

بسم الله الرحمن الرحيم

أنبياء الله في القرآن العظيم
(أدم )
وبعض آيات من سورة الأعراف

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ )

مازلنا نعيش مع الذكرى الحية إلى أن يرث الأرض ومن عليها,
فإذا نظرت إلى أي إنسان على وجه الأرض لرآيت هذا الإمتداد للنسيج البشري منذ عهد آبينا أدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

قال تعالى في سورة الحجرات :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ - 13

يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء ، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب.
فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا..
إن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا، بما يستحق.

والعدو منذ أبينا آدم إلى يومنا هذا إبليس وأتباعه من الجن والإنس...

قال تعالى في سورة فاطر :

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ – 6

فكان يجب على البشرية أن تذعن لكلام خالقنا سبحانه وتتوحد وتتعاون في مواجهة هذا العدو وأتباعه..
فإن الدول الكبرى لكي توحد بين أفراد شعبها تفترض لها عدو لكي تستحث الهمم والتوجهات والدعوى الدائمة لليقظة بالعمل والتفوق والإستعداد لمواجهة ذلك العدو المفترض...( والمثال على ذلك الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى السابق ..فلقد كانت روسيا هي العدو المفترض للولايات المتحدة بما يسمى بالحرب الباردة.. فبعد سقوط الدولة الشيوعية لم يعد لهم عدو .. فأعلنوا أن العدو الجديد هوالإسلام العالمي وصنعوا لذلك جماعات تبث الرعب في أنحاء العالم بسم الإسلام والإسلام منهم براء )

فالإسلام يحرم الإنتحار ويحرم قتل الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال..

والإسلام يدعو للتعاون بين جميع البشر بالبر والتقوى في مواجهة الخطر الحقيقي المتمثل في الفساد والإفساد على الأرض بواسطة أعوان شياطين الإنس والجن..
فالإسلام لا يصنع صراعا وهميا ضد الأبرياء حتى ولو كان ذلك يوحد بين شعب الدولة..

إن إتخاذ العدو يجب أن يكون حقيقيا وليس وهما وظلما وعدوانا .

فالإسلام حدد العدو الحقيقي الذي يريد تدمير البشرية ليس في الدنيا فقط ولكن في الأخرة حيث الجنة والخلود للمؤمنين..

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ – 6

فلنحشد الهمم والقوى وكل ما نملك لمحاربة ذلك الشيطان وحزبه .. بكثرة ذكر الله تعالى .. والحرص على إقامة الصلاة .. وإيتاء الزكاة ليعم الخير على أبناء الجنس البشري .. والصوم الذي هو مفتاح التقوى والإخلاص لله تعالى ..ثم حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا حيث يتجمع الناس في ثوب واحد متجهين لقبلة واحدة يدعون الخالق الواحد الأحد..
وينعكس كل ذلك النشاط ليكون سلوكا في التعامل بين الناس بالعدل والبر والإحسان في كل مانعمل لصالح حضارة الجنس البشري على الأرض.. وحاميا ومدافعا عن المؤمن في مواجهة الشيطان وحزبه..

**

فإن صورة إبينا أدم مازالت أمامنا نراها ونحن نسمع كلام الله تعالى في القرآن العظيم إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى.


وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ – 11 قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ – 12 قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ - 13 قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ – 14 قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ - 15

وبعض آيات من سورة الأعراف

لقد سأل إبليس ربه أن ينظره إلى يوم البعث . وهو يعلم أن هذا الذي يطلبه لا يقع إلاّ بإرادة الله وقدره . ولقد أجابه الله إلى طلبه في الإنظار , ولكن إلى ( يوم الوقت المعلوم )
قال تعالى في سورة ص :
قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ - 79 قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ – 80 إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ - 81

قال الله له : فإنك ممن أخَّرْتُ هلاكهم إلى اليوم الذي يموت فيه كل الخلق بعد النفخة الأولى , لا إلى يوم البعث,
وإنما أُجيبَ إلى ذلك استدراجًا له وإمهالا وفتنة للثقلين.

وهنا يعلن إبليس في تبجح خبيث - وقد حصل على قضاء بالبقاء الطويل - أنه سيرد على تقدير الله له الغواية ...

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - 16 ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ – 17 قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ – 18

إنه سيقعد لآدم وذريته على صراط الله المستقيم , يصد عنه كل من يهم منهم باجتيازه - والطريق إلى الله لا يمكن أن يكون حساً , فالله سبحانه جل عن التحيز , فهو إذن طريق الإيمان والطاعات المؤدي إلى رضى الله - وإنه سيأتي البشر من كل جهة : ( من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ). . للحيلولة بينهم وبين الإيمان والطاعة . . وهو مشهد حي شاخص متحرك لإطباق إبليس على البشر في محاولته الدائبة لإغوائهم , فلا يعرفون الله ولا يشكرونه , اللهم إلا القليل الذي يفلت ويستجيب:

( ولا تجد أكثرهم شاكرين ). .

لبيان السبب في قلة الشكر ; وكشف الدافع الحقيقي الخفي , من حيلولة إبليس دونه , وقعوده على الطريق إليه ! ليستيقظ البشر للعدو الكامن الذي يدفعهم عن الهدى ; وليأخذوا حذرهم حين يعرفون من أين هذه الآفة التي لا تجعل أكثرهم شاكرين ...

وفي الواقع أن الشكر ليس كلمة تقال وحسب ولكن الشكر عمل ..

قال تعالى في سورة سبأ :

اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ – 13


الشكر: تصور النعمة وإظهارها ، ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها،

ودابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها ،
وقيل: أصله من عين شكرى، أي : ممتلئة وتفيض، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه والإفاضة من تلك النعم على من حولك من العالمين.

والشكر ثلاثة أضرب:

أولا - شكر القلب، وهو تصور النعمة.
ثانيا - شكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم .
ثالثا - شكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه . وقوله تعالى : اعملوا آل داود شكرا
وذكر اعملوا ولم يقل اشكروا؛ لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح.
وإذا وصف الله بالشكر في قوله تعالى ) : والله شكور حليم - التغابن/17
فإنما يعني به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة.

هل أدركنا قيمة الشكر ؟ وكيف ركز إبليس على صد الناس عنه ؟
فتجد الشح بين البشر , وتجد الإحتكار والبخل ..سواء في المال أو المعلومات أو المساعدات في كافة مجالات الحياة ...
وبعض آيات من سورة الأعراف


وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ – 19
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ – 20

يتجه الخطاب إلى آدم وزوجه , ليعهد إليهما ربهما بأمره في حياتهما ; ولتبدأ تربيته لهما وإعدادهما لدورهما الأساسي , الذي خلق الله له هذا الكائن . وهو دور الخلافة في الأرض - كما صرح بذلك في سورة البقرة : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ). .

( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ). .

أمر اللّه تعالى آدم وزوجته حواء ، التي أنعم اللّه بها عليه ليسكن إليها، أن يأكلا من الجنة حيث شاءا ويتمتعا فيها بما أرادا، إلا أنه عين لهما شجرة، ونهاهما عن أكلها، واللّه أعلم ما هي، وليس في تعيينها فائدة لنا. وحرم عليهما أكلها، بدليل قوله : ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾

إن هذا الكائن المتفرد ( الإنسان ) ; الذي كرمه الله كل هذا التكريم ; والذي أعلن ميلاده في الملأ الأعلى في ذلك الحفل المهيب ; والذي أسجد له الملائكة فسجدوا ; والذي أخرج بسببه إبليس من الجنة وطرده من الملأ الأعلى . . إن هذا الكائن مزدوج الطبيعة ; مستعد للاتجاهين على السواء . وفيه نقط ضعف معينة يقاد منها - ما لم يلتزم بأمر الله فيها - ومن هذه النقط تمكن إصابته , ويمكن الدخول إليه . . إن له شهوات معينة . . ومن شهواته يمكن أن يقاد !

وراح إبليس يداعب هذه الشهوات:

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ – 20

إن الإغواء على الشر يقع في صورة من الصور ; وإيحاء بارتكاب المحظور يتم في هيئة من الهيئات . وأن هذا الإيحاء وذلك الإغواء يعتمدان على نقط الضعف الفطرية في الإنسان .

وأن هذا الضعف يمكن إتقاؤه بالإيمان والذكر ; حتى ما يكون للشيطان سلطان على المؤمن الذاكر ; وما يكون لكيده الضعيف حينئذ من تأثير . .

فلم يزالا ممتثلين لأمر اللّه، حتى تغلغل إليهما عدوهما إبليس بمكره، فوسوس لهما وسوسة خدعهما بها، وموه عليهما
فدخل عليهما من باب الناصح المحب لهما الخير والملك والخلود..
ونسي أدم أنه عدو ...ولا يصدر النصح من العدو أبدا..

وقال: ﴿ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ ﴾ أي: من جنس الملائكة ﴿ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾ كما قال في الآية الأخرى : ﴿ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى -120 طه ﴾

وهكذا وسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما . . فهذا كان هدفه . . لقد كانت لهما سوآت , ولكنها كانت مواراة عنهما لا يريانها - وسنعلم من السياق أنها سوآت حسية جسدية تحتاج إلى تغطية مادية , فكأنها عوراتهما - ولكنه لم يكشف لهما هدفه بطبيعة الحال..

إنما جاءهما من ناحية رغائبهما العميقة :

بذلك داعب رغائب "الإنسان" الكامنة . . إنه يحب أن يكون خالداً لا يموت أو معمرا أجلا طويلاً كالخلود.... ويحب أن يكون له ملك غير محدد بالعمر القصير المحدد . .

فكيف أقنعهما الشيطان بمخالفة أمر الله تعالى ؟؟
هذا ما نراه لاحقا إن شاء الله تبارك تعالى.





_________________
لا تعطيني سمكة ... و لكن علمني كيف أصطاد السمك
من أحب الله رأى كل شئ جميلا
مع تحياتى مجدى يونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdiyonis1.forumegypt.net
مجدى يونس
Admin
مجدى يونس


عدد المساهمات : 1595
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
الموقع : محافظة بورسعيد

أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )   أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 9:49 am

وبعض آيات من سورة الأعراف

كيف أقنعهما الشيطان بمخالفة أمر الله تعالى ؟؟

هذا ما نراه اليوم إن شاء الله تبارك تعالى.

وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ – 21 فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ – 22
قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ – 23

ونسي آدم وزوجه - تحت تأثير الشهوة الدافعة والقسم المخدر - أنه عدوهما الذي لا يمكن أن يدلهما على خير .. وأن الله أمرهما أمراً عليهما طاعته سواء عرفا علته أم لم يعرفاها ! وأنه لا يكون شيء إلا بقدر من الله , فإذا كان لم يقدر لهما الخلود والملك الذي لا يبلى فلن ينالاه ..

نسيا هذا كله , واندفعا يستجيبان للإغراء..
تحت تأثير القسم والخديعة بالنصيحة ونسيا أن ذلك الشيطان عدو لئيم ..استغل نقاء الفطرة الطاهرة التي لا تتصور أن يقسم مخلوق بالله تعالى وفي نفس الوقت هو كاذب أثيم..
قال تعالى في سورة ن :
وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ...

أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو ﴿ مُهِينٌ ﴾ أي : خسيس النفس ، ناقص الهمة ، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.

*

فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ..

لقد تمت الخدعة وآتت ثمرتها المرة . لقد أنزلهما الشيطان بهذا الغرور من طاعة الله إلى معصيته , فأنزلهما إلى مرتبة دنيا : ( فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ )

ولقد شعرا الآن أن لهما سوآت , تكشفت لهما بعد أن كانت مواراة عنهما .

( فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ )

فراحا يجمعان من ورق الجنة ويشبكانه بعضه في بعض ( يخصفان ) ويضعان هذا الورق المشبك على سوآتهما - مما يوحي بأنها العورات الجسدية التي يخجل الإنسان بفطرته من كشفها , ولا يتعرى ويتكشف إلا بفساد في هذه الفطرة التي تصنعها شياطين الإنس والجن في كل عصر منذ النشأة الأولى للإنسان ...

وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ..

وسمعا هذا العتاب والتأنيب من ربهما على المعصية وعلى إغفال النصيحة .
وأمام النداء العلوي يتكشف الجانب الآخر في طبيعة هذا الكائن المتفرد . .

إنه ينسى ويخطئ . إن فيه ضعفاً يدخل منه الشيطان . إنه لا يلتزم دائماً ولا يستقيم دائماً . .
ولكنه يدرك خطأه ; ويعرف زلته ; ويندم ويطلب العون من ربه والمغفرة . . إنه يثوب ويتوب , ولا يلح كالشيطان في المعصية , ولا يكون طلبه من ربه هو العون على المعصية...كما فعل إبليس..

*

قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ – 24
قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ – 25

وهبطوا جميعا . . هبطوا إلى هذه الأرض
هبطوا ليصارع بعضهم بعضاً , وليعادي بعضهم بعضاً ; ولتدور المعركة بين طبيعتين وخليقتين : إحداهما ممحضة للشر , والأخرى مزدوجة الاستعداد للخير والشر ; وليتم الابتلاء ويجري قدر الله تعالى بما شاء .

**

وتتبين لنا من الآيات السابقة عدة حقائق..

الحقيقة الأولى
الإنسان وعلاقته بالكون

نحن - بحمد الله وبهداه - ننظر إلى هذا الكون الهائل فلا نشعر بالذعر والهلع الذي يقول عنه بعض فلاسفة الغرب..
إنما نشعر بالرهبة والإجلال لبارىء هذا الكون ; ونشعر بالعظمة والجمال المتجليين في خلقه ; ونشعر بالطمأنينة والأنس , لهذا الكون الصديق , الذي أنشأه الله وأنشأنا فيه عن توافق وتنسيق . . وتروعنا ضخامته كما تروعنا دقته , ولكننا لانفزع ولا نجزع , ولا نشعر بالضياع , ولا نتوقع الهلاك . . فإن ربنا وربه الله . .
ونتعامل معه في يسر ومودة وأنس وثقة ; ونتوقع أن نجد فيه أرزاقنا وأقواتنا ومعايشنا ومتاعنا . . ونرجو أن نكون من الشاكرين..

قال تعالى في سورة الأعراف

( ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش . قليلا ما تشكرون -10 ). .

**
الحقيقة الثانية
تكريم الإنسان في هذا الكون

لقد أُعلن ميلاد هذا الكائن المتفرد الميلاد في حفل كوني كان شهوده الملأ الأعلى .
وأعلن ميلاده الجليل العظيم في هذا الملأ وفي الوجود كله . .
وفي الآية الأخرى في سورة البقرة أنه أعلن كذلك خلافته في الأرض منذ خلقه ; وكان الابتلاء الأول له في الجنة تمهيداً وإعداداً لهذه الخلافة . كما تعلن الآيات القرآنية في سور متعددة , أن الله جعل هذا الكون - لا الأرض وحدها - عوناً له في هذه الخلافة . وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه . .

وكذلك تظهر ضخامة الدور الذي أعطاه بارئه له . فإن عمارة كوكب وسيادته بخلافة الله فيه - أياً كان حجم هذا الكوكب - إنها لأمر عظيم..

والذي يتضح من القصة ومن مجموعة النصوص القرآنية أنه كذلك خلق متفرد لا في الأرض وحدها , ولكن في الكون كله .

فالعوالم الأخرى من ملائكة وجن وما لايعلمه إلا الله من الخلق ; لها وظائف أخرى , كما أنها خلقت من طبائع أخرى تناسب هذه الوظائف .

وتفرد الإنسان وحده بخصائصه هذه ووظائفه .

يدل على ذلك قول الله تعالى :
( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها , وحملها الإنسان , إنه كان ظلوماً جهولا – 72 الأحزاب ). .


*

الحقيقة الثاثة
ضعف الإنسان في بعض جوانبه

أن هذا الكائن - على كل تفرده هذا - ضعيف في بعض جوانب تكوينه , حتى ليمكن قيادته إلى الشر والارتكاس إلى الدرك الأسفل , من خطام شهواته . .

وفي أولها ضعفه تجاه حبِّ البقاء , وضعفه تجاه حب الملك . .
وهو يكون في أشد حالات ضعفه وأدناها حين يبعد عن هدى الله , ويستسلم لهواه , أو يستسلم لعدوه العنيد الذي أخذ على عاتقه إغواءه , في جهد ناصب , لايكل ولا يدع وسيلة من الوسائل ..

وقد اقتضت رحمة الله به - من ثم - ألا يتركه لفطرته وحدها , ولا لعقله وحده , وأن يرسل إليه الرسل للإنذار والتذكير - كما سيجيء في آية تالية ...
وهذا هو حبل النجاة بالنسبة له . . . النجاة من شهواته بالتخلص من هواه والفرار إلى الله . والنجاة من عدوه الذي يخنس ويتوارى عند ذكره لربه , وتذكر رحمته وغضبه , وثوابه وعقابه . .

وهذه كلها مقويات لإرادته , حتى يستعلي على ضعفه وشهواته . . وقد كان أول تدريب له في الجنة هو فرض "المحظور" عليه ; لتقوية هذه الإرادة وإبرازها في مواجهة الإغراء والضعف .

وإذا كان قد فشل في التجربة الأولى , فقد كانت هذه التجربة رصيداً له فيما سيأتي ...

ومن رحمة الله به كذلك أن جعل باب التوبة مفتوحاً له في كل لحظة .

فإذا نسي ثم تذكر ; وإذا عثر ثم نهض ; وإذا غوى ثم تاب . . وجد الباب مفتوحاً له , وقبل الله توبته , وأقال عثرته .

فإذا استقام على طريقه بدل الله سيئاته حسنات , وضاعف له ما شاء . ولم يجعل خطيئته الأولى لعنة مكتوبة عليه وعلى ذريته .
فليست هنالك خطيئة أبدية . وليست هنالك خطيئة موروثة - ولا تزر وازرة وزر أخرى .

وهذه الحقيقة في التصور الإسلامي تنقذ كاهل البشرية من أسطورة الخطيئة الموروثة التي تقوم عليها التصورات الكنسية في المسيحية ..

إن الأمر في التصور الإسلامي أيسر من هذا بكثير . .

لقد نسي آدم وأخطأ . . ولقد تاب واستغفر . ولقد قبل الله توبته وغفر له . . وانتهى أمر تلك الخطيئة الأولى . ولم يبق منها إلا رصيد التجربة الذي يعين الجنس البشري في صراعه الطويل المدى . .

أية بساطة ! وأي وضوح ! وأي يسر في هذه العقيدة ! ؟؟؟

عقيدة الإسلام الواضحة

(أدم )
وبعض آيات من سورة الأعراف


قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ - 23
قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ – 24

إنها خصيصة " الإنسان " التي تصله بربه , وتفتح له الأبواب إليه . . الاعتراف , والندم , والاستغفار , والشعور بالضعف , والاستعانة به , وطلب رحمته . مع اليقين بأنه لا حول له ولا قوة إلا بعون الله ورحمته . . وإلا كان من الخاسرين . .

وهنا تكون التجربة الأولى قد تمت . وتكشف خصائص الإنسان الكبرى . وعرفها هو وذاقها . واستعد - بهذا التنبيه لخصائصه الكامنة - لمزاولة اختصاصه في الخلافة ; وللدخول في المعركة التي لا تهدأ أبداً مع عدوه ..إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..



قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ – 25


يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ – 26

أي: لما أهبط اللّه آدم وزوجته وذريتهما إلى الأرض، أخبرهما بحال إقامتهم فيها، وأنه جعل لهم فيها حياة يتلوها الموت،
مشحونة بالامتحان والابتلاء، وأنهم لا يزالون فيها، يرسل إليهم رسله، وينزل عليهم كتبه، حتى يأتيهم الموت، فيدفنون فيها،
ثم إذا استكملوا, بعثهم اللّه وأخرجهم منها إلى الدار التي هي دار الخلد والإقامة الحقيقية.

*

يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا..

ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري، واللباس الذي المقصود منه الستر في الأساس والجمال في المظهر..
فإن الذي ترتب على المعصية كشف العورات والمنظر السئ للإنسان بدون كساء..
ولكن بعد التوبة من أدم وزوجه إمتن الله تعالى بقبول تلك التوبة وأنزل عليهم لباسا يواري سوآتهم وذريتهم إلى يوم القيامة..

وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ – 26

و لباس التقوى يستر المعاصي ويستر سوء الأخلاق ولباس التقوى يستمر مع العبد، ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح.

**

وهكذا تتركز المعركة الكبرى الطويلة الضارية في المعركة مع الشيطان ذاته ومع أوليائه .
بين العفة والستر والأخلاق الفاضلة وبين الفساد والعري وسوء الأخلاق..

ويشعر المسلم وهو يخوض المعركة مع هواه وشهواته ; وهو يخوضها كذلك مع أولياء الشيطان من الطواغيت في الأرض وأتباعهم وأذنابهم ; وهو يخوضها مع الشر والفساد والانحلال الذي ينشئونه في الأرض من حولهم . .
ويستمر هذا الصراع لأن عدوه فيها مصرٌّ ماض في طريقه . . وأن جهاد الفساد والإنحلال ماض إلى يوم القيامة . في كل صوره ومجالاته .



يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ – 27

يقول تعالى، محذرا لبني آدم أن يفعل بهم الشيطان كما فعل بأبيهم : ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ﴾ بأن يزين لكم العصيان، ويدعوكم إليه، ويرغبكم فيه، فتنقادون له ﴿ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ وأنزلهما من المحل العالي إلى أنزل منه ،
فأنتم يريد أن يفعل بكم كذلك، ولا يألو جهده عنكم، حتى يفتنكم، إن استطاع، فعليكم أن تجعلوا الحذر منه في بالكم، وأن لا تغفُلوا عن المواضع التي يدخل منها إليكم....

﴿ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾
إن العري فطرة حيوانية . ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان .
وإن رؤية العري جمالاً هو انتكاس في الذوق البشري قطعاً .
والمتخلفون في أواسط إفريقية عراة . والإسلام حين يدخل بحضارته إلى هذه المناطق يكون أول مظاهر الحضارة اكتساء العراة...

والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس , وتعرية النفس من التقوى , ومن الحياء من الله ومن الناس , والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم وأجهزة التوجيه والإعلام كلها لتأصيل هذه المحاولة - في شتى الصور والأساليب الشيطانية الخبيثة - هم الذين يريدون سلب " الإنسان " خصائص فطرته , وخصائص " إنسانيته " التي بها صار إنساناً .
وهم الذين يريدون إخضاع الإنسان لعدوه الشيطان وما يريده به من نزع لباسه وكشف سوآته..

فـ ﴿ إِنَّهُ ﴾ أي الشيطان يراقبكم على الدوام، و ﴿ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ﴾ من شياطين الجن ﴿ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
فعدم الإيمان هو الموجب لعقد الولاية بين الإنسان والشيطان.

هل أدركنا أن التجربة العظيمة التي مر بها أبينا أدم وزوجه تعد درسا لنا وإلى بني أدم إلى يوم القيامة ؟؟؟

**
دمتم في رعاية الله وأمنه

وبعض آيات من سورة الأعراف

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ – 28

قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ – 29

فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ – 30

لقد أمر الله بالعدل والاعتدال في الأمور كلها لا بالفحش والتجاوز . وأمر بالاستقامة على منهج الله في العبادة والشعائر , والاستمداد مما جاء في كتابه القرآن العظيم وسنة رسوله [ ] ولم يجعل المسألة فوضى , يقول فيها كل إنسان بهواه , ثم يزعم أنه من الله .
وأمر بأن تكون الدينونة خالصة له , والعبودية كاملة له ; فلا يدين أحد لأحد لذاته ولا يخضع أحد لأمر أحد لذاته :

قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..

هذا ما أمر الله به , وهو يضاد للشرائع التي وضعها العباد لعباد مثلهم , مع دعواهم أن الله أمرهم بها . . ويضاد العري والتكشف.
وقد امتن الله على بني آدم بأنه أنزل عليهم لباساً يواري سوآتهم وريشاً يتجملون به كذلك . .

**

كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ...

وعند هذا المقطع من البيان يجيء التذكير والإنذار ; ويلوّح لهم بالمعاد إلى الله بعد انتهاء ما هم فيه من أجل مرسوم للابتلاء ; وبمشهدهم في العودة وهم فريقان :
الفريق الذي اتبع أمر الله , والفريق الذي اتبع أمر الشيطان..

فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ .

إنها لقطة واحدة عجيبة تجمع نقطة البدء في الرحلة الكبرى ونقطة النهاية .
نقطة الانطلاق في البدء ونقطة المآب في الانتهاء:

كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ..

وقد بدأوا الرحلة فريقين : آدم وزوجه . والشيطان وقبيله . .

وكذلك سيعودون . . الطائعون سيعودون فريقاً مع أبيهم آدم وأمهم حواء المسلمين المؤمنين بالله المتبعين لأمر الله . .

والعصاة سيعودون مع إبليس وقبيله , يملأ الله منهم جهنم , بولائهم لإبليس وولايته لهم . وهم يحسبون أنهم مهتدون .

لقد هدى الله من جعل ولايته لله . وأضل من جعل ولايته للشيطان . .

وهاهم أولاء عائدين فريقين :

فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ .

﴿ فَرِيقًا ﴾ منكم ﴿ هَدَى ﴾ اللّه، أي : وفقهم للهداية ، ويسر لهم أسبابها ، وصرف عنهم موانعها .
﴿ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ﴾ أي : وجبت عليهم الضلالة بما تسببوا لأنفسهم وعملوا بأسباب الغواية.
فـ ﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾
وقال تعالى في الأية 119 من سورة النساء : ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ﴾
فحين انسلخوا من ولاية الرحمن، واستحبوا ولاية الشيطان، حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان ، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران.
﴿ وَهم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ لأنهم انقلبت عليهم الحقائق ، فظنوا الباطل حقا والحق باطلا ..

فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فلا يضل إلا عليها.. حيث لا عذر بعد هذا البيان القرأني العظيم..



_________________
لا تعطيني سمكة ... و لكن علمني كيف أصطاد السمك
من أحب الله رأى كل شئ جميلا
مع تحياتى مجدى يونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdiyonis1.forumegypt.net
مجدى يونس
Admin
مجدى يونس


عدد المساهمات : 1595
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
الموقع : محافظة بورسعيد

أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )   أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 9:52 am

بعض آيات من سورة الإسراء


وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا -61
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا - 62
قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا - 63
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا - 64
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا – 65

ينبه عباده على شدة عداوة الشيطان وحرصه على إضلالهم وأنه لما خلق الله آدم استكبر عن السجود له و ﴿ قَالَ ﴾ متكبرا: ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴾ أي : من طين وبزعمه أنه خير منه لأنه خلق من نار. وقد تقدم فساد هذا القياس الباطل من عدة أوجه.
إنه حسد إبليس لآدم يجعله يذكر الطين ويغفل نفخة الله في هذا الطين !
فلما تبين لإبليس تفضيل الله لآدم ﴿ قَالَ ﴾ مخاطبا لله: ﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ أي : لأستأصلنهم بالإضلال ولأغوينهم ﴿ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ عرف الخبيث أنه لا بد أن يكون منهم من يعاديه ويعصيه. ( تفسير السعدي )

( يقول الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن )
ويغفل إبليس عن استعداد الإنسان للخير والهداية استعداده للشر والغواية . عن حالته التي يكون فيها متصلا بالله فيرتفع ويسمو ويعتصم من الشر والغواية , ويغفل عن أن هذه هي مزية هذا المخلوق التي ترفعه على ذوي الطبيعة المفردة التي لا تعرف إلا طريقا واحدا تسلكه بلا إرادة . فالإرادة هي سر هذا المخلوق العجيب .
فقال الله له: ﴿ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾
اذهب فحاول محاولتك . اذهب مأذونا في إغوائهم . فهم مزودون بالعقل والإرادة , يملكون أن يتبعوك أو يعرضوا عنك ﴿ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ مغلبا جانب الغواية في نفسه على جانب الهداية , معرضا عن نداء الرحمن إلى نداء الشيطان , غافلا عن آيات الله في الكون , وآيات الله المصاحبة للرسالات.. واختارك على ربه ووليه الحق، ﴿ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ﴾ أي : مدخرا لكم موفرا جزاء أعمالكم.

ثم أمره الله أن يفعل كل ما يقدر عليه من إضلالهم فقال : ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾ ويدخل في هذا كل داع إلى المعصية.
﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ﴾ ويدخل فيه كل راكب وماش في معصية الله فهو من خيل الشيطان ورجله.

وهو تجسيم لوسائل الغواية والإحاطة , والاستيلاء على القلوب والمشاعر والعقول . فهي المعركة الصاخبة , تستخدم فيها جميع الوسائل..
ولعل أشد الوعود إغراء الوعد بالعفو والمغفرة بعد الذنب والخطيئة ; وهي الثغرة التي يدخل منها الشيطان على كثير من القلوب التي يعز عليه غزوها من ناحية المجاهرة بالمعصية والمكابرة . فيتلطف حينئذ إلى تلك النفوس المتحرجة , ويزين لها الخطيئة وهو يلوح لها بسعة الرحمة الإلهية وشمول العفو والمغفرة ! ( الظلال )


يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ – 6 الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ - 7 الانفطار

يا أيها الإنسان ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة , أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك, وركَّبك لأداء وظائفك, في أيِّ صورة شاءها خلقك ؟



﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ ﴾ وذلك شامل لكل معصية تعلقت بأموالهم وأولادهم من منع الزكاة والكفارات والحقوق الواجبة، وعدم تأديب الأولاد وتربيتهم على الخير وترك الشر وأخذ الأموال بغير حقها أو وضعها بغير حقها أو استعمال المكاسب الردية.
بل ذكر كثير من المفسرين أنه يدخل في مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد ترك التسمية عند الطعام والشراب والجماع، وأنه إذا لم يسم الله في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد فيه الحديث.
﴿ وَعِدْهُمْ ﴾ الوعود المزخرفة التي لا حقيقة لها ولهذا قال: ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ أي : باطلا مضمحلا كأن يزين لهم المعاصي والعقائد الفاسدة ويعدهم عليها الأجر لأنهم يظنون أنهم على الحق، وقال تعالى في سورة البقرة : ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ﴾

ولما أخبر عما يريد الشيطان أن يفعل بالعباد وذكر ما يعتصم به من فتنته وهو عبودية الله والقيام بالإيمان والتوكل فقال: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ أي : تسلط وإغواء بل الله يدفع عنهم - بقيامهم بعبوديته - كل شر ويحفظهم من الشيطان الرجيم ويقوم بكفايتهم. ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ لمن توكل عليه وأدى ما أمر به.

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا..

وبعض آيات من سورة الكهف

تعرض مشاهد اليوم ضمن معرض مشاهد القيامة والصور الحية التي تعرض في الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا – 50

تعرض الآيات حقيقة إبليس لعنه الله , فكان من الجن وليس من الملائكة, ثم إنه فسق أي خرج عن طاعة الله تعالى.
فهل يعقل أن يتخذه الإنسان ولي من دون الله ؟؟؟ وقد حسد أبينا أدم وامتنع عن السجود , إذ كان الأمر بالسجود للملائكة ويشمله أيضا..

ومما يثيرالعجب أن من أبناء آدم يتخذون الشياطين أولياء , وقد علموا أنهم لهم أعداء , وبذلك ينتهون إلى العذاب في يوم الحساب مع المشركين.

هؤلاء الذين وقفوا ذلك الموقف كانوا يعرفون أن الشيطان عدو لهم , ولكنهم تولوه فقادهم إلى ذلك الموقف العصيب .
فما أعجب أن يتولوا إبليس وذريته وهم لهم عدو منذ ما كان بين آدم وإبليس..1

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا...

يخبر تعالى، عن عداوة إبليس لآدم وذريته، وأن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، إكراما وتعظيما، وامتثالا لأمر الله، فامتثلوا ذلك ..
﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ وقال : ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا – 61 الإسراء ﴾ وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ -76 ص ﴾ فتبين بهذا عداوته لله ولأبيكم ولكم.
فكيف تتخذونه وذريته أي : الشياطين ﴿ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم من ولاية الشيطان ، الذي لا يأمرهم إلا بالفحشاء والمنكر عن ولاية الرحمن ، الذي كل السعادة والفلاح والسرور في ولايته.

وفي هذه الآية، الحث على اتخاذ الشيطان عدوا ، وذكر السبب الموجب لذلك .

وأي : ظلم أعظم من اتخذ عدوه الحقيقي وليا ، وترك الولي الحميد ؟ ".

قال تعالى : ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ البقرة

وقال تعالى : ﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ 30 الأعراف

**

مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا – 51

وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا – 52

واتخاذ إبليس وذريته أولياء يتمثل في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة .
ولماذا يتولون أعداءهم هؤلاء ؟؟؟ وليس لديهم علم ولا لهم قوة .
فالله لم يشهدهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم فيطلعهم على غيبه . والله لا يتخذهم عضدا فتكون لهم قوة...

بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: ﴿ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون، أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم.

ولما ذكر حال من أشرك به في الدنيا، وأبطل هذا الشرك غاية الإبطال، وحكم بجهل صاحبه وسفهه، أخبر عن حالهم مع شركائهم يوم القيامة، وأن الله يقول لهم : ﴿ نَادُوا شُرَكَائِيَ ﴾ بزعمكم أي: على موجب زعمكم الفاسد، وإلا فبالحقيقة ليس لله شريك في الأرض، ولا في السماء، أي: نادوهم، لينفعوكم، ويخلصوكم من الشدائد،
﴿ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ﴾ لأن الحكم والملك يومئذ لله، لا أحد يملك مثقال ذرة من النفع لنفسه ولا لغيره.

﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ ﴾ أي : بين المشركين وشركائهم ﴿ مَوْبِقًا ﴾ أي، مهلكا، يفرق بينهم وبينهم، ويبعد بعضهم من بعض، ويتبين حينئذ عداوة الشركاء لشركائهم، وكفرهم بهم، وتبريهم منهم، كما قال تعالى ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾.....2

**

وهكذا نرى الصورة واضحة تماما لا غموض فيها , صورة إبليس وتكبره على أمر الله تعالى , ثم حسده لأدم وتوعده بإغواء بني أدم وصدهم عن طريق الحق...وتزين طريق الشر بكل السبل..
ومع هذا الوضوح التام في الصورة تجد من البشر من يخذ الشياطين أولياء من دون الله..

نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.


_________________
لا تعطيني سمكة ... و لكن علمني كيف أصطاد السمك
من أحب الله رأى كل شئ جميلا
مع تحياتى مجدى يونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdiyonis1.forumegypt.net
مجدى يونس
Admin
مجدى يونس


عدد المساهمات : 1595
تاريخ التسجيل : 17/05/2012
الموقع : محافظة بورسعيد

أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )   أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم ) Icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 9:53 am

وبعض آيات من سورة طه


وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا - 113

فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا -114

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا - 115

تعرض قصة نبي الله آدم في صورة طه وربطها بالواقع , واقع رسالة الإسلام الذي يأخذ بيد البشرية إلى النجاة إلى جنات الخلد والنعيم الأبدي يوم الدين..

قال تعالى في سورة يونس :

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 25
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ – 26

فالقرآن العظيم هو كلام الله تعالى لأهل الأرض , ففيه علم الأولين والأخرين , وهو حبل النجاة من ظلمات الجهل والضلال..

حيث ورد في ذلك الكتاب عقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى...فمن أين لبشر معرفتها ؟
وشريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , ودارسي القانون يعلمون أن الشرائع تتكون عبر مئات السنين , ولا تكتمل .
فمن جاء بشريعة الإسلام المتكاملة بهذا المستوى الراقي الذي يشيع العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية.

وجاء القرآن بدستور للأخلاق رفيعة عالية شهد لها العالم, فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق.

كما جاء بأخبار الأمم السابقة التي لايعرفها إلا متخصصون في علوم التاريخ ,

وأخبار الدار الأخرة , فمن أين لبشر معرفتها ؟

وبيان بدأ الخلق . حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر.

وورد في القرآن العظيم من العلوم التي تم إكتشافها حديثا , ومازال عطاء القرآن متجدد في هذا المجال .

والقرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته .

وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله .

قال تعالى :

قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 الإسراء

وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء



وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا - 113


أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب، باللسان الفاضل العربي، الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه، ولا معناه.
﴿ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾ أي : نوعناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام ،
وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة،
وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب،
وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات،
وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب،
كل هذا رحمة بالعباد، لعلهم يتقون الله فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، ﴿ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم،...1

*

فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا -114

فتعالى الله الملك الحق الذي تعنو له الوجوه ; ويخيب في حضرته الظالمون ويأمن في ظله المؤمنون الصالحون . . هو منزل هذا القرآن من عليائه , فلا يعجل به لسانك , فقد نزل القرآن لحكمة , ولن يضيعه . إنما عليك أن تدعو ربك ليزيدك من العلم , وأنت مطمئن إلى ما يعطيك , لا تخشى عليه الذهاب . وما العلم إلا ما يعلمه الله فهو الباقي الذي ينفع ولا يضيع . ويثمر ولا يخيب..

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا - 115

وعهد الله إلى آدم كان هو الأكل من كل الثمار سوى شجرة واحدة , تمثل المحظور الذي لا بد منه لتربية الإرادة , وتأكيد الشخصية , والتحرر من رغائب النفس وشهواتها بالقدر الذي يحفظ للروح الإنسانية حرية الانطلاق من الضرورات عندما تريد ; فلا تستعبدها الرغائب وتقهرها .

وهذا هو المقياس الذي لا يخطئ في قياس الرقي البشري . فكلما كانت النفس أقدر على ضبط رغائبها والتحكم فيها والاستعلاء عليها كانت أعلى في سلم الرقي البشري . وكلما ضعفت أمام الرغبة وتهاوت كانت أقرب إلى البهيمية وإلى المدارج الأولى .

من أجل ذلك شاءت العناية الإلهية التي ترعى هذا الكائن الإنساني أن تعده لخلافة الأرض باختبار إرادته , وتنبيه قوة المقاومة فيه , وفتح عينيه على ما ينتظره من صراع بين الرغائب التي يزينها الشيطان , وإرادته وعهده للرحمن ...2

( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ ) أي: ولقد وصينا آدم وأمرناه، وعهدنا إليه عهدا ليقوم به، فالتزمه، وأذعن له وانقاد، وعزم على القيام به، ومع ذلك نسي ما أمر به، وانتقضت عزيمته المحكمة، فجرى عليه ما جرى،
فصار عبرة لذريته على مر العصور، وصارت طبائعهم مثل طبيعته، نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ فخطئوا، ولم يثبت على العزم المؤكد، وهم كذلك، وبادر بالتوبة من خطيئته، وأقر بها واعترف، فغفرت له،....1
وكذلك لبني أدم إلى قيام الساعة فباب التوبة مفتوح لا يغلق حتي تطلع الشمس من مغربها...

1 – تفسير السعدي
2 – في ظلال القرآن

آيات من سورة طه


وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى - 116

فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى – 117
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى - 118 وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى – 119

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى - 120
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى - 121

ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى - 122

**

وهكذا تختم قصة نبي الله " آدم " عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء الصلاة والسلام..
تختم بالاصطفاء والتوبة والقرب من الله العلي الحكيم لأبينا آدم..
ونلاحظ من الآيات السابقة طبيعة الحياة على الأرض ...

( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى )

فالحياة على الأرض تتسم بالمكابدة والكفاح وبذل الجهد للوصول إلى العيش الكريم , قال تعالى في سورة البلد : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ )
والمؤمن يبذل جهده في وجوه الخير طيلة العمر حتى يلاقي ربه مخلصا من كل شوائب الشرك , فالغاية عنده هي رضى الله تعالى , حيث النعيم الأبدي.
أما غير المؤمن يبذل جهده في هذه الدنيا لغايات عديدة منها صالحة وغير صالحة , فيحصل على نتائج ما يريد في الدنيا ولا نصيب له في الأخرة إلا الشقاء . فقد شقي في الدنيا والأخرة .

قال تعالى: كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا – 20 الإسراء



وفي ظل رسالة الله تعالى يعيش المؤمن في نعيم رغم عناء الدنيا ومشقتها .. ففي الحديث الشريف قال رسول الله :

( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة..

فنعيم الأخرة وجنات الخلد والعتق من النار هو الخروج من سجن الدنيا..

بينما تكون الدنيا جنة للكافرين والمتكبرين لما يرونه من سجن الأخرة..

ففي الحديث الشريف : الذي رواه الترمذي في سننه : قال رسول الله :
يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : بولس تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال..



قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى - 123

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى -124
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا - 125 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى - 126 وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى - 127

*

( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى )

أي الكتب والرسل، فإن من اتبعه اتبع ما أمر به ، واجتنب ما نهي عنه ، فإنه لا يضل في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يشقى فيهما ، بل قد هدي إلى صراط مستقيم ، في الدنيا والآخرة ، وله السعادة والأمن في الآخرة.

وقد نفى عنه الخوف والحزن في آية أخرى، بقوله : ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ -38 البقرة ﴾
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ﴾ أي : كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية ، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه ، أو ما هو أعظم من ذلك، بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به ﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ أي : فإن جزاءه ، أن نجعل معيشته ضيقة مشقة ، ولا يكون ذلك إلا عذابا.

وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، وأنه يضيق عليه قبره، ويحصر فيه ويعذب ، جزاء لإعراضه عن ذكر ربه ..

وبعض المفسرين، يرى أن المعيشة الضنك، عامة في دار الدنيا، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه ، من الهموم والغموم والآلام ، التي هي عذاب معجل ، وفي دار البرزخ ، وفي الدار الآخرة ، لإطلاق المعيشة الضنك ، وعدم تقييدها.

﴿ وَنَحْشُرُهُ ﴾ أي: هذا المعرض عن ذكر ربه ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ أي أعمى البصر على الصحيح ، كما قال تعالى : ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا – 97 الإسراء ﴾... ( تفسير السعدي )

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا - 125 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى - 126 وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى - 127

وهكذا ندرك مدى أهمية القصص القرآني في بناء العقيدة الصحيحة لدى الإنسان ..وتبصرته بحقيقة وجوده على الأرض , والمصير في البرزخ , والخلود الأبدي في الآخرة حيث النعيم للؤمنين , والعذاب للكافرين..

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين..
مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين.


_________________
لا تعطيني سمكة ... و لكن علمني كيف أصطاد السمك
من أحب الله رأى كل شئ جميلا
مع تحياتى مجدى يونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdiyonis1.forumegypt.net
 
أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنبياء الله في القرآن العظيم (إبراهيم )
» معنى" سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر ولا إله إلا الله و لاحول و لاقوة إلا بالله
» خالد بن الوليد رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله
» مرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة
» لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تعلم واقرأ وارتقِ :: قصص دينية-
انتقل الى: